يقدم مؤلف الكتاب " دين كيث سايمنتن " مبادرة في معرفة
الاسباب التي جعلتهم متفوقين علي الاخرين ؟
ما هي الخلفية الاسرية التي كانت تدعمهم ؟
حيث أن بعد دراسة وجد أن الاطفال الابكار خاصة الذكور يميلون إلى الإنجاز أكثر من الأطفال المتأخرين في ترتيب ولادتهم؛ فمثلاً قد وجد فرانسس غالتن (1874) أن نسبة الأبكار، والأبناء الوحيدين بين العلماء والمشاهير هي نسبة كبيرة بدرجة لا يمكن إرجاعها أبداً إلى الصدفة، وأيضا وجد أل غورتسل أن 30% من العينة التي درسها والتي تكونت من 314 من مشاهير القرن العشرين كانوا من الأبكار، و16% منهم من الأطفال الوحيدين، و27% من الأطفال الأصغر، و26% من فئة الطفل الأوسط.
وقد قام بالتركيز علي التربية الاسرية التي نشأ فيها العباقرة والظروف التي أحاطت بها ، والاستنتاجات التي توصّل إليها هذا المؤلف قادرة على استثارة اهتمام أي فرد لديه بعض الفضول أو حب الاستطلاع الخاص بمعرفة كيفية انبثاق العبقرية وكيفية بروزها ساطعة عبر مسار التاريخ.
ومن خلال الكتاب يشرح المؤلف باستفاضة العوامل التي تؤثر على التطور المبكر للعباقرة ومنها: المؤثرات الأسرية، وتناول دراسة لأكثر من أربعمائة من قادة القرن العشرين ومبدعيه؛ أوضحت أن هناك مواقف أو أحداث أسرية ومدرسية معينة تدعم تطور العبقرية مثل: الإعاقات الجسدية، والصدمات المبكرة، والاضطرابات الأسرية والبيوت المتصدعة اجتماعيا، والأمهات المسيطرات، والآباء المتشددين وغيرها.
وركز على ثلاث خصائص أسرية مميزة تؤثر بعمق في العبقرية وهي: ترتيب الميلاد، واليتم (فقد الأبوان أو أحدهما)، والإرث العائلي (العائلات الشهيرة، والعبقرية الوراثية).
بعد المؤثرات الأسرية تأتي القدوة والمثل والمؤثرات والأفكار والشخصية والطابع والتعليم.
وهنا يركز الكاتب على فكرة "أن التعليم التقليدي يعيق العبقرية ولا يدعمها". وفي هذا الفصل يطرح الكاتب العديد من المفاجآت من خلال إحصائيات ودراسات تثبت أن التعليم العالي لا يساهم كثيرا في تطوير الإمكانية القيادية، وأن التفوق الدراسي لا ينبئ بالنجاح المهني.
ويذكر الكاتب أنه وفقاً لما قاله واحد من أبرز أساتذة آينشتاين في معهد زيورخ للبوليتكنيك، وهو هرمان مينكوفسكي "أن آينشتاين خلال سنوات تلمذته كان كائناً كسولا، ولم يكن يهتم بالرياضيات".
وهكذا يأخذنا الكتاب في رحلة للتعرف على كل ما يؤثر على العبقرية والإبداع كالإنتاجية والنفوذ والشهرة والقيادة والتأثير، وطول العمر والإنجاز والكارزما، وكلها عناصر مكونة لشخصية المبدع أو القائد.
ويعتبر أفضل فصول الكتاب هو "روح العصر" حيث يشرح فيه الكاتب دراسات لخمس حالات في مجالات مختلفة توضح أهمية تحكم روح العصر في العبقرية، وأيضا كيف يمنح القادة أسماءهم لعصورهم، ومن هذه الحالات الخمس كانت الشهرة الفلسفية من حظ "فولتير"؛ فلقد كان واحدا من أبلغ ممثلي عصر التنوير الفرنسي وأبعدهم أثرا. وكان غزير الإنتاج في ميادين عديدة تمتد من التاريخ إلى الشعر، ومن الفلسفة الخفيفة إلى الهجاء الساخر المشاكس؛ فسيطر فولتير على عصره، ورغم أنه نفي عن وطنه الأصلي فترة طويلة؛ إلا أنه عاد مظفرا إلى باريس، وهو في 83، ومات وهو في قمة عظمته، ويعتبر اسمه دليل قيم لعصر التنوير.
وهذا الكتاب يعتبر من الكتب الجميلة لمن يحب ويهتم بعلم الناس فقد قام المؤلف بجولات كثيرة وقدم لنا الاسس والمبادئ المرتبطة بالابداع والقيادة والعبقرية
كتاب : العبقرية والإبداع والقيادة
تأليف : دين كيث سايمنتن
ترجمة : د. شاكر عبد الحميد
الناشر : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – الكويت
عدد الصفحات: 322
0 التعليقات:
إرسال تعليق