قد يكون طفلك فضولياً جداً، شغوفاً بالتاريخ والنجوم، يسأل عن كل شيء ويريد توضيحاً وتعليلاً لكل شيء، لكنه مع ذلك غير متفوق في الدراسة. لماذا؟ ربما يكون ذكاء طفلك أكبر من سنِّه بكثير!
لو أجرينا اختبار معدَّل الذكاء على بعض الأطفال، لوجدنا أنهم أذكى بكثير من المعدل الطبيعي، مع ذلك فإن بعض هؤلاء الأطفال قد يبدون تقصيراً في المدرسة وتكون علاماتهم أقل من المستوى المطلوب.
إن مثل هؤلاء الأطفال الموهوبين أو السابقين أعمارهم، يحتاجون أحياناً إلى المساعدة لاستعادة الثقة في أنفسهم. كيف نعرف هؤلاء الأطفال، وكيف نخرجهم من دائرة الفشل المدرسي التي قد يقعون فيها؟
الذاكرة والخيال: الطفل المبكر يتحدث غالباً باكراً وبشكل واضح ومن دون تلعثهم، وفي سن الثالثة يسأل عن الكون والحياة والموت. وغالباً ما يكون هذا الطفل حساساً ذا خيال واسع، ويميل إلى المزاح، كما يحب الألعاب المبنية على قواعد معقدة، أو يبتكر ألعابه الخاصة. وتساعده ذاكرته القوية على استيعاب الكثير من الأمور من دون أن يبذل مجهوداً، وهو يظهر حباً للقراءة، وقد يتقن التهجئة في سن الثالثة أو الرابعة. وغالباً ما تُختصر سنوات دراسته في مرحلة الروضة.
وعلى الرغم من كل تلك الميزات، فقد يجد مثل هذا الطفل نفسه تائهاً في المدرسة وسط من هم أكبر منه سناً، وقد لا يعطي النتيجة المرجوّة.
وفي الثامنة من عمره، يفكِّر الطفل المبكر بعقلية ابن الثانية عشرة، لكنه يتصرّف مثل رضيع كبير، وتكون النتيجة في أنه يشعر بعدم الارتياح، إذ لا يجد مكانه وبين رفاقه وقد يقوده ذلك إلى الابتعاد عن مواهبه وقدراته، كي يكون على الأقل مثل الآخرين!
وأحياناً، يظهر الطفل المتفوق فرقاً كبيراً بين تطوره الفكري وقدراته الجسدية، فبعض الأطفال المبكرين لا يكونون موهوبين في الألعاب الرياضية، والبعض الآخر تكون خطوطهم رديئة. وغالباً ما يكون الطفل المبكر ذا مخيلة واسعة، فإذا تأخرت أمه عن الحضور يظن أن مكروهاً قد أصابها.
ملل في المدرسة: في الصف، قد ينغلق الطفل المبكر في أحلامه، أو يثير الفوضى بين زملائه، وتراه يتسلى ولا يركز كثيراً، ويرتكب أخطاءً في أبسط المسائل الحسابية مع انه قادر على حل المسائل المعقدة التي غالباً ما تستهويه. وفي العادة يكون مثل هذا الطفل بطيئاً، لكنه يتم عمله على أكمل وجه، كما انه لا يحب العمل المتكرِّر، ويكره جداول الضرب وتصريف الأفعال. والطفل المبكر قد لا يبذل مجهوداً لأنه في بعض المجالات ينجح من دون محاولة، فهو يجد حلولاً سريعة بصورة حدسية لكنه كلما تقدم في دراسته احتاج إلى العمل أكثر وإلى وسائل جديدة كي ينجح.
حلول تخرجه من الفشل: لأن الطفل الذي يسبق سنّه يميل كثيراً إلى التسلية واللعب فهو يحتاج للمساعدة أكثر من غيره من الأطفال للقيام بأعماله اليومية، لأجل ذلك على الأم ألا تتردّد في مساعدته على توضيب محفظته مثلاً، وأن تعمل على إيقاظه في الوقت المطلوب.. وعليها باختصار، أن تجنِّبه كل تأخير ونسيان.
أما من ناحية العمل، فيُستحسن أن نساعد الطفل المتفوِّق على أن يكون أستاذاً، لأن مثل هذا الطفل غالباً ما يمتلك أساليبه الخاصة لحل المسائل، وهو دائماً يطالب بحقه في العمل كما يريد. ومن غير المفيد أن نركز على هذه النقطة وأن نقول له إنه سوف يتعرّض للفشل.
مع ذلك، على مثل هذا الطفل أن يتكيف مع القواعد العامة، وإذا كان يحب اتخاذ المبادرات فبإمكانه القيام بمشاريع وأبحاث يقدمها لمدرسه، وهذه طريقة مثالية لتعميق معلوماته ولإعطائه ثقة أكثر في نفسه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق