اسمح لي في البداية أو أوضح شيئا أراه مهما بخصوص هذه التجربة، أي مشروع مؤسسة باعتبارها مقاربة أو مطمحا منهجيا في قيادة الإصلاح والانتقال إلى الأحسن في تدبير المؤسسات التعليمية بكونها البؤر المجسدة للإصلاح، لأقول إنه ينبغي التمييز بين مرحلتين في النظر إلى هذه التجربة» المرحلة الأولى والتي انطلق فيها الحديث عن مشروع المؤسسة كآلية عملية لتدبير التغيير والتحديث المنشود على المستوى الميداني بالمؤسسات التعليمية، وذلك يتوافق مع انطلاق العمل بالميثاق الوطني للتربية والتكوين كرؤية مؤطرة للإصلاح نفسه. ومرحلة الحديث عن مشاريع المؤسسة في المرحلة الثانية وبالذات انطلاق مع بداية العمل بالمخطط الاستعجالي كرؤية متقدمة عن الرؤية الأولى ومرتبطة بها نظريا ومنهجيا في الآن ذاته. لأخلص إلى القول إن المرحلة الأولى كانت مجرد تدريب على العمل بمقاربة «التدبير بالمشروع» والتي لم نكن خلالها نتوفر على رؤية في الإصلاح محددة المعالم وواضحة بالشكل الكافي، واتسمت أساسا باستثمار عدد من التراكمات والتجارب الوطنية والدولية والمرتبطة بعدد من الممارسات المتفرقة والتي طورتها بعض المؤسسات من خلال تجارب أطرها المتميزة، وكذا من خلال ما تم تحقيقه في إطار مشاريع التعاون الدولي وخاصة في إطار مشروع ALEF. AREF. وغيرهما.
هذه المرحلة يمكن اعتبارها منتهية في الزمان والمكان، إذ رغم مما تحقق خلالها من مكتسبات بالعديد من المواقع التربوية، إلا أنها ظلت تجارب محدودة لم تستطع أن تحقق الأهداف المطلوبة لافتقارها من ناحية إلى رؤية موحدة وعميقة في الإصلاح، كما أنها لم ترق إلى مستوى الطموح الوطني المنشود من ناحية أخرى، والمتمثل أساسا في تجسيد النقلة النوعية المأمولة والمتعلقة أساسا بتدبير المؤسسات التعليمية انطلاقا من مشروع وطني شامل موحد ومضبوط.
أما المرحلة الثانية فهي المرتبطة بالعمل بالمخطط الاستعجالي الذي يعتبر رؤية منهجية مضبوطة ينبغي أن تشكل الأساس المرجعي والبديل المنهجي في بناء مشاريع جميع المؤسسات التعليمية ، باعتباره أولا رؤية شمولية تتضمن إصلاح كافة مكونات المنظومة التربوية بدءا بالتعليم الأولي ومرورا بالتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي ووصولا إلى التعليم الثانوي التأهيلي، إذ لا ينبغي الآن أن يكون للمؤسسات مشاريع خارج البرنامج الاستعجالي، إذ لا اجتهاد مع وجود النص، والبرنامج الاستعجالي إلى حد الآن نص مقبول وملائم وتحقق به ومن خلاله خلال مكتسبات عديدة بالمنظومة التربوية.
ما هي في رأيكم العوائق والصعوبات التي تحول دون بروز مشاريع تربوية للمؤسسات في مستوى الرهان؟
دعني أقول لك بكثير من الصدق والموضوعية إن وجود قيادة تربوية مؤهلة شيء أساسي في بلورة وتجسيد المشاريع الرائعة بالمؤسسات التعليمية، لذلك فالاستثمار في الإدارة التربية يشكل حجر الزاوية في قيادة وتنزيل الإصلاح بالمؤسسات التعليمية، لدرجة القول أعطني مديرا في المستوى المطلوب، أضمن لك مؤسسة تسير سيرا رائعا، ذلك أن المدير هو الذي يقوي اللحمة الداخلية بالمؤسسة ويلعب دور المبشر بالتغيير، وبالتالي من يقود المؤسسة في اتجاهات تحقيق الرهانات، أو يعيد إنتاج الرداءاة والانفلات وينشر التفرقة بين الناس ويحبط العزائم، ويقتل الطموح والنظام، لهذه الأسباب ينبغي الإنصات ودعم وتأطير ورعاية رجال ونساء الإدارة التربوية، والاقتراب منهم والإنصات إليهم قدر المستطاع، لأنهم ببساطة صانعوا التغيير بامتياز وبناة أمل المنظومة التربوية.
ما هي معايير المعتمدة في المصادقة على مشاريع المؤسسات؟
المعايير المعتمدة في المصادقة على مشاريع المؤسسات هي معايير الوفاء والاستجابة لقيم أهداف الإصلاح في بناء مؤسسات تعليمية منفتحة على محيطها العام ومساهمة في إعادة إنتاج الجودة في السلوك الوطني وفي بناء التعليمات: مؤسسات تجذب اهتمام المواطنين وتحظى باحترامهم، تلك هي أهم المعايير والقيم المتحكمة في قبول ورفض المشاريع، وهي قيم وأهداف متضمنة في البرنامج الاستعجالي الذي وفر علينا جميعا عناء التيه في جميع الاتجاهات ووحدة رؤيتنا في النهوض بمنظومتنا التربية التعليمية.
نائب وزارة التربية الوطنية بسطات أجرت الحوار :إيمان رضيف
0 التعليقات:
إرسال تعليق