عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة. رواه مسلم

عناويـــــــن متــــفرقـــة

  المجلة التربوية الشاملة : التوصل بإعلانات مباريات البكالوريا 2014 فورا بعد الاعلان عنها على هاتفك النقال و على بريدك الالكتروني °°  السيد الوزير يستقبل جمعيات قطاع التعليم الخصوصي بالمغرب °°  الكفايات في الخطاب التربوي /التعاقد، المرونة، الانفتاح، التجريب، الإبداع °°  بيداغوجيا الإدماج في سياق تطوير مناهج التعليم °°  دور المدرسة والأسرة في التربية °°  بيداغوجيا الإدماج و دور المعلم   °°  الأسلوب الإلقائي والأسلوب الاستجوابي   °°  أهم أدوار المدرس وتقنيات التنشيط في بيداغوجيا الكفايات °°  أقوال لمشاهير المربين عن التربية الحديثة °°  الفشل الدراسي °°  الهدف التعلمي L'Objectif d’apprentissage °°  مدرسة النجاح أم مدرسة الترقيع °° °° ظاهرة العقاب البدني °°         الكفايات في الخطاب التربوي /التعاقد، المرونة، الانفتاح، التجريب، الإبداع - °°  بيداغوجيا الإدماج في سياق تطوير مناهج التعليم °°  دور المدرسة والأسرة في التربية °°  بيداغوجيا الإدماج و دور المعلم   °°  الأسلوب الإلقائي والأسلوب الاستجوابي   °°  أهم أدوار المدرس وتقنيات التنشيط في بيداغوجيا الكفايات °°  أقوال لمشاهير المربين عن التربية الحديثة °°  الفشل الدراسي °°  الهدف التعلمي Objectif d’apprentissage °°  مدرسة النجاح أم مدرسة الترقيع °° المذكرة 204... صعوبات بالجملة والقادم أسوأ °° مُول الماط" أو مادة الرياضيات (خطوط حمراء) °° دور الأسرة في تفوق الأبناء في الدراسة °°      

الأربعاء، 9 فبراير 2011

حياة حسان الجديدة


عادَ الربيعُ مُبتسماً، وأخذ يوزع هداياهُ الجميلةَ وألوانه كأبٍ حنونٍ يعودُ إلى أسرتهِ بعد غياب، فللأرضِ لونٌ أخضر، والسماءُ الزرقاءُ تزينها سحبٌ بيضاء متفرقة، وللأشجارِ ألوانُ الأزهارِ الزاهيةِ، والدفءُ للعصافير والفراشات الملونةِ، ولنا في قريتنا الجميلةِ الفرح والسرور. وما زاد فرحَنا وصولُ أسرةِ المهندسِ الزراعي أشرف يوم أمسِ فقد تمَّ تعيينه مديراً للمركز الزراعي في القريةِ، ومسكنه يجاور بيتنا.
قررنا أن نزورَ أسرةَ أشرف لنرحبَ بهم ونمدَّ لهم يدَ العونِ والمساعدةِ وأصرَ ولدي عامرُ على مرافقتنا فقد رأى بين أفرادِ الأسرةِ الجديدةِ ولداً يقاربه سناً.
استقبلنا أشرفُ وزوجتهُ وتعارفنا، وقطعَ عامرُ حديثنا أكثرَ من مرةٍ للسؤالِ عن ابنهم الذي رآه يجلسُ على كرسي أمام بيتهم مساء أمس. وبعد إلحاح ولدي ردَّ أشرفُ: تعني ولدي حسان... إنهُ... إنهُ نائم. فطلبت من عامر أن يعودَ وحين يستيقظُ حسانُ يمكنه المجيء. وعادَ عامرُ. بدت أم حسان حزينةً وقالت: أرجو أن تقنعَ عامر بعدمِ السؤالِ عن ولدي ثانيةً. إنه مُقعد ولا يمكنهُ اللعب ولا يريدُ أية صداقة.
فوجئتُ بما سمعتُ. نظرتُ إلى أشرف فأكدَ وقالَ: عُمرُ ولدِنا الوحيد حسان عشر سنين وأصيبَ بالشللِ بعد ولادتِه بأربعةِ أعوام. أكد لنا الأطباءُ أنه لن يمشي على رجليهِ ثانية، فحاولنا أن نبعدَ عنهُ الحزنَ والتأثرَ ونجحنا في البدايةِ، وفرحنا لوجودِ صديقٍ يزوره، يقضيان أوقاتهما معاً، لكن تبينَ لنا أن هذا الصديق يُؤذي مشاعرَ ولدنا بحديثِهِ الدائم عن الألعابِ التي كان يُحبها وحُرمَ مِنها بسببِ حالتِهِ. صديقٌ آخر زارَهُ وجعلهُ يشعرُ أن الناسَ يشفقون عليهِ، تأثرَ حسانُ وبكى كثيراً، ورفضَ أن يقابلَ أي صديقٍ منذُ ذلك اليوم فقررنا أن نؤمِّنَ لـهُ ما يعوضهُ عن صداقاتٍ جديدة. أحضرنا لـهُ جهاز كمبيوتر فأتقنَ العملَ عليهِ وتفوقَ على كثيرٍ مِمَن يكبرونهُ سناً في هذا المجالِ فهو يستطيعُ التعاملَ مع برامجهِ وإعدادِ برامجَ جديدةٍ. وهو يهوى الرسمَ ويُبدع لوحاتٍ جميلةً على الكمبيوتر وعلى ألواحٍ كرتونيةٍ. سألتهم زوجتي: وماذا عن دراستهِ؟
ردَّت أم حسان: نعلمهُ في بيتنا ويتقدم للامتحان نِهايةَ العامِ الدراسي في مدرسة خاصةٍ فينجح بتقديرٍ متميزٍ. إنه في الصفِ الخامس هذا العام، وحين يكبرُ سنحضرُ لتعليمهِ مدرسين مختصين.
قلتُ: إن أخطأ صديقٌ أو أكثر فهذا لا يعني أن الجميعَ مثلهم. أنا واثقٌ أن حسان سيحبُ ولدي عامر وهو في صفه، ثمَّ إنني معلمٌ في مدرسةِ القريةِ وسأهتم به.
قطعَ أشرفُ حديثي وقالَ: أرجوك لندعِ الأطفالِ وشأنهم.
قررتُ أن أتوقفَ الآن عن هذا الحديث، ولكن سأعودُ إليه في الوقتِ المناسبِ. حين انتهت الزيارةُ وَدَعَنَا أشرفُ وزوجتهُ وعُدنا إلى بيتنا فوَجَدنا عامرَ ينتظرُ وصُولنا. سألني: هل استيقظَ حسانُ؟
أجبتهُ: حسانُ مشلولٌ يا بنيَ ولا يستطيعُ اللعبَ، ثمَ إنه يمضي معظمَ وقتِهِ بينَ التعلمِ وجهازِ الكمبيوترِ وهوايةِ الرسمِ.
قالَ عامرُ: هذا رائعٌ! إنه يستطيعُ أن يعلّمني العملَ على الكمبيوتر وأنا مثلهُ أحبُ الرسمَ.
لم تلفتِ انتباهَ ولدي كلمةُ (مشلول) بل ما أثارَهُ أنَ حسان يجيدُ العملَ على الكمبيوتر فأعدتُ عليهِ: حسانُ مشلول.
ردَ عامرُ: سنكونُ صديقين، وسأصحبهُ لمشاهدةِ جمالِ قريتنا، وسأعرفهُ على أصدقائي. ابتسمتُ وقررتُ أن أعودَ إلى منزلِ أشرف والد حسان فلديَ ما أقولهُ لـه.
واستقبلني من جديد. استغربَ عودتي بهذه السرعةِ، وبعدَ أن أذِنَ لي دخلتُ وجلستُ وقلتُ لـه: أرجو أن تسمعني حتَّى أتمَ حديثي.
قالَ: تفضَّل.
تابعتُ: يستطيعُ حسانُ أن يقدِمَ خدمةً كبيرةً لأطفالِ القريةِ، سيعلمهم العملَ على الكمبيوتر فمعلوماتُنا عنهُ قليلةٌ جداً. أرجو أن يوافقَ وتوافقَ على ذلك. لقد وعدتُ ولدي أن أحضرَ لـهُ جهازَ كمبيوتر نهايةَ العامِ الدراسي، وكثيرون مثلي وعَدُوا أبناءَهم، إن شئتَ سأنظمُ حضورَ الأطفالِ وأرافقهُم ويعلمهم حسانُ في غرفتِهِ، وسأتعلمُ معهم.
فكرَ أبو حسان قليلاً ثمَّ قالَ: سأسألُ حسانَ رأيَهُ.
انتظرته قليلاً، وبعد لحظات عادَ باسماً وقالَ: يمكنكَ إحضارُ الأطفالِ من الغدِ. شكرتُه وعدتُ إلى بيتِنا سعيداً، وفي اليومِ التالي كان برفقتي عامر وثلاثة من أصدقائِهِ، ابتسمَ لنا حسانُ. إنها المرةُ الأولى التي أراهُ فيها. أحسستُ أنني أعرفُهُ منذُ زمنٍ بعيدٍ، تُشعُ ملامحُ الطيبةِ والبراءةِ والذكاءِ من عينيه. صافحناهُ وجَلسنا على الكراسي المنظمةِ قربهُ ثمَّ تعارفنا وجلسَ والدُهُ بجواري. أخذ يُحدثنا عن الكمبيوتر واستخدامِهِ وكيفيةِ تشغيلِهِ وإغلاقهِ ومعلوماتٍ كثيرةٍ مفيدةٍ، وكان حديثهُ يشيرُ إلى ذكاءٍ وثقةٍ كبيرةٍ بمعلوماتِهِ. انتهى الدرسُ الأولُ فشكرناه، وقبلَ انصرافِنا اقتربَ منهُ عامرُ وقالَ لـهُ: إنكَ معلمٌ رائعٌ ونحنُ بحاجةٍ ماسةٍ إليكَ.
عُدنا في اليومِ التالي في موعِدنا المحددِ لتلقي الدرسَ الثاني. قابَلَنَا أبو حسان والسعادةُ تغمرُ وجهَهُ. رحبَ بنا وقالَ: حسانُ ينتظركُم.
وفي غرفةِ حسان كان اللقاءُ أجمل هذه المرة فقد استقبَلَنا وكأنَهُ متشوقٌ للقائِنا، وكما في المرةِ الماضيةِ جلسنا نستمعُ ونستمتعُ بما يقدمهُ لنا من حديثٍ لطيفٍ عمَّا يعرفُ حولَ إعدادِ البرامجِ الحاسوبيةِ، وحينَ انتهى الدرسُ قالَ حسانُ مُودعاً: سأنتظركُم غداً، مع السلامةِ وانصرفنا.
عندَ المساءِ زارَني أبو حسان وحدثني عن تأثرِ ولدهِ بزيارتِنا لـهُ واعتبارِهِ مُعلماً لنا وشكرني على ذلك، فقلتُ لـه: لا نريد شكراً، يستطيعُ حسانُ أن يقدمَ خدمات كثيرةً فحالتُه لا يجبُ أن تبعدُه عنِ الناس.
قالَ أبو حسان باسِماً: يبدو أننا سنعيشُ صداقاتٍ أخرى لولدي حسان.
خلال زيارَتِنا الثالثة وبعدَ الدرس وصفَ عامرُ لحسان جمالَ قريتِنا، وَدَعَاهُ لمرافقتِهِ وأصدقائِهِ في نزهةٍ قريبةٍ، فالربيعُ الذي يمدُ بساطَ الزهرِ على ربوع قريتِنا يدعو الجميعَ للمشاهدةِ والتمتعِ وعرضَ عليه أن يصطحبُوا أدواتِ الرسم لِيأخُذوا من الطبيعةِ الخلابةِ لوحاتٍ ساحرةً. صمتَ حسانُ قليلاً، فتابعَ صديقهُ الآخر سعيد: إننا نُحبُكَ ونريدكَ صديقاً. نظرَ حسانُ إلى وجوهِ الجميعِ بما في ذلك وجه والدهِ أشرف الذي ابتسمَ لـهُ مشجعاً.
ثمَّ قالَ: سأرافقكم غداً. سعدنا كثيراً، وتبادلنا نظراتِ الإعجابِ بهذا القرار، ومع صباحِ اليوم التالي كانَ عامرُ يسيرُ وأمامهُ حسان على كرسيه، وإلى جوارِهِ الأصدقاء الثلاثة. رسموا لوحاتٍ جميلةً وعرضَ عليهم عامرُ أن يلعبوا لعبةَ (تكامل عناصرِ الطبيعةِ) وهي لعبةٌ علمتها لولدي عامر وتتمثلُ في أن يتكلم أحدهم بلسانِ عنصرٍ من عناصرِ البيئةِ والحياة (الشجرة... الماء... العصفور... الفلاح... العامل.. الزراعة... الصناعة... المدرسة... الكتاب... الهواء...) ويتحدثَ عن أهميتِهِ للعناصرِ الأخرى، وحينَ ينتهي يبدأ الذي يليه بحديثٍ عن عنصر آخر ثمَّ يتابع ثالث الحديث وهكذا... بطريقةٍ تمثيلية معبرةٍ جميلةٍ. وبعد انتهاءِ اللعبةِ بدا حسانُ سعيداً بصداقتهم اللطيفة وبهذه النزهة. وأثناءَ العودةِ مرّوا بجوار أطفال يلعبونَ كرةَ قدمٍ فنظرَ حسانُ إليهم وتنهدَ وقالَ: كم أحبُ لعبةَ كرةِ القدمِ ولكنني لا أستطيعُ ممارسَتها. فأوقفَ عامرُ سيرَ كرسي حسان، ووقفَ أمامَهُ وقال: نحنُ نحبُ كرة القدمِ أيضاً ونمارسُها، وأنتَ تستطيعُ ذلك.
ردَ حسان مُتعجباً: كيف؟!
قالَ عامر: علمتَنا أن الكثيرَ من الألعابِ يُمكنُ ممارستها على الكمبيوتر ومنها لعبةُ كرةِ القدمِ وإنك تستمتعُ بها في أوقاتِ فراغِكَ.
قال حسانُ: لكنني تمنيتُ أن ألعبَ في الملعبِ الحقيقي.
تابعَ عامرُ: نحنُ فريقُ الصفِ الخامسِ نقابِلُ فِرقاً من مدرستِنا ومن مدارسَ أخرى، نفوزُ أحياناً ونخسرُ أحياناً ولكن ليس لدينا مدربٌ. ما رأيكَ أن تضعَ لنا خططَ اللعبِ من خلال الكمبيوتر وتتابعنا ونحن ننفذُ الخطةَ في الملعبِ فتكون مدربَنا؟
هتفَ الأصدقاءُ الثلاثة الآخرون: مدربُنا حسان... مدربُنا حسان... سنفوزُ في مبارياتنا القادمة. ردَّ حسانُ مُبتسِماً: أنا موافق.
أخذَ عامرُ وأصدقاؤه يقابلونَ حسان في موعدٍ محددٍ، يتحدثون عن الكمبيوتر، عن خططِ لعبِ مبارياتِ كرةِ القدمِ، عن طبيعةِ القريةِ الساحرةِ، عن العلم، عن المستقبلِ، ويرسمون لوحاتٍ جميلةً. أصبحَ حسانُ يكرهُ الوحدةَ وابتسامته حاضرة على وجههِ دائماً، وحضرَ مبارياتٍ بكرةِ القدمِ بين فريقه وفريق الصف السادس وقد حققَ عامرُ وأصدقاؤه الفوزَ في أغلبها ومع انتهاء كل مباراةٍ يسرعون نحوَ مدربهم ليفرحوا سوياً بالفوز. ومضت أيامٌ وأسابيع وانتهى العامُ الدراسي وأقبلَ الصيفُ، وصداقة الأطفالِ تترعرع مثلهم، ومارسُوا الكثيرَ من هواياتِهم الساحرةَ، ولعبوا وتبادلوا القصصَ الطريفة، وزارَ حسانُ بيوتَ أصدقائِهِ الذين أصبحَ لدى كل منهم جهازُ كمبيوتر يجيدُ استخدامَهُ بفضل حسان وتوطدت صداقات أخرى بين أسرةِ حسان والكثير من أهلِ القريةِ الطيبين.
حدثني أشرفُ عن سعادته الكبيرة بحياةِ ولدهِ حسان الجديدة وقالَ: ما كنتُ أتوقعُ أن يعودَ ولدي إلى الناسِ كما أراهُ الآن. ما قدمتموهُ لـه ولنا رائع، أصبحَ يُحسُ بحاجةِ المجتمعِ لـه.
فأجبتهُ: حسانُ طفلٌ ذكيٌ ومجتهدٌ وقويٌ.
بعدَ أيامٍ أخبرَ أبو حسان زوجتهُ وولده أن الإدارةَ قررت نقله إلى المدينةِ، فقد تمَّ ترفيعهُ في العمل. بدا الحزنُ على وجهيهما، ولم يكن ذلك مفاجئاً، وعندها ابتسم وقالَ: لقد عرفنا السعادةَ في هذه القريةِ الطيبة، لهذا سنبقى هنا، وسأعتذرُ عن تنفيذِ القرار.
حين سمعتُ بقرار نقل أشرف والد حسان زرتهُ وقلتُ لـه: بكل تأكيد نتمنى أن تبقوا هنا ونسعدَ بذلك، ولكن أحببتُ أن أبلغكَ إن أي مكانٍ تحلُون فيه يمكن أن تتحققَ فيه سعادةُ حسان، فلا تخشَ عليه أبداً.
ابتسمَ أشرفُ وقال: شكراً لك. قررنا البقاءَ هنا لأسبابٍ كثيرةٍ فالناس طيبون، والعادات والتقاليد رائعةٌ، وجمالُ القريةِ ساحرٌ وخلاب، وهنا أمارسُ العملَ الذي أحبه وهو التعامل مع الأرضِ والزراعةِ.
مع افتتاحِ العامِ الدراسي فوجئَ أشرفُ وزوجته بابنهما حسان يرجوهما أن يُسجلاه في مدرسةِ القريةِ، فهو يُريد أن يكونَ تلميذاً في الصفِ مثل رفاقه، فوافقا. وخلالَ مدةٍ قصيرةٍ استطاعَ حسانُ أن يكونَ تلميذاً متفوقاً في الصفِ السادس.
زينتِ السعادةُ وجوهَ أفرادِ أسرةِ أشرف، وبدأ الوالدان يفكران في مستقبلٍ مشرق وحياة جديدة لولدهما المتفوق المحبوب حسان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق


تذكيـــــــــــر:

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)

بين السطــــــــــــور

  • إن التعليم المتطور هو رؤية المغرب المستقبلية لتنشئة أجيال المستقبل. إن الموقع يتضمن كل وثائق الادماج التي هي مأخوذة من عدة مصادر و مواقع موثوق بها. كما ينفتح الموقع على كل جديد من أجل مدرسة النجاح التي رسمتها خريطة الوزارة الوصية.انتظروا دائما الجديد. زيارتك تسعدنا و مشاركتك تدعمنا.وشعارنا هو رفع التحدي.

  • نظريات التعلم (تابع القراءة)

    1- نظرية التعلم السلوكية : Le béhaviorisme تأثرت المدرسة السلوكية ، وخصوصا مع واطسون ، بأفكارتورندياكThorrndikle الذي يرى بأن التعلم هو عملية إنشاء روابط أو علاقات في الجهاز العصبي بين الأعصاب الداخلية التي يثيرها المنبه المثير، والأعصاب الحركية التي تنبه العضلات فتعطي بذلك استجابات الحركة . واعتقد بأن قوانين آلية التعلم يمكن أن ترد إلى قانونين أساسين : قانون المران (أو التدريب)، أي أن الروابط تقوى بالاستعمال وتضعف بالإغفال المتواصل ؛ ثم قانون الأثر ، الذي يعني بأن هذه الروابط تقوى وتكتسب ميزة على غيرها وتؤدي إلى صدور رضى عن الموقف إذا كانت نتائجه إيجابية .كما أنه من بين ملهمي المدرسة السلوكية بافلوف ، الذي لاحظ أنه كلما اقترن المثير الشرطي بالدافع السيكولوجي إلا وتكونت الاستجابة الشرطية الانفعالية، ورأى بأن المثيرات الشرطية المنفرة تشكل عوائق حاسمة للتعلم وانبناء الاستجابات النمطية. وأهم المفاهيم التي يمكننا أن نجدها في النظرية الإجرائية في التعلم، وخصوصا مع سكينر هي : مفهوم السلوك : وهو حسب سكينر، مجموعة استجابات ناتجة عن مثيرات المحيط الخارجي طبيعيا كان أو اجتماعيا ؛ مفهوم المثير والاستجابة : بحيث إن هناك علاقة شبه ميكانيكية بين المثيرات والاستجابات التي تصدر عن الكائن الإنساني ؛ مفهوم الإجراء :السلوك الإجرائي أو الفاعل يسمى كذلك بالنظر إلى آثاره الملموسة في المحيط البيئي ؛ مفهوم الإشتراط الإجرائي : الإشراط الإجرائي ينبني على أساس إفراز الاستجابة لمثير آخر ؛ مفهوم التعزيز والعقاب :أي استعمال التعزيز الإيجابي لبناء السلوكات المرغوب فيها .واستعمال العقاب لدرك السلوكات غير المرغوب فيها ؛

  • دور الأسرة في تفوق الأبناء في الدراسة (تابع القراءة)

    يعتبر تفوق الأبناء والبنات في دراستهم من أكبر النعم التي ينعم بها الله عزوحل عليهم,لانه سيكون السبب الأساسي في نجاحهم وتحقيق طموحاتهم في المستقبل سواء في عملهم ووظيفتهم أو في علاقاتهم الإجتماعية أو السياسية,كما أنه أيضاً سيكون سبباً أساسياً في تحسين مستواهم المعيشي وفي راحتهم وسعادتهم وسرورهم في الدنيا وفي الأخرة إن شاء الله تعالى. ولكن هل ينعم الله عزوجل بهذه النعمة على من شاء من عباده ويحرم منها من شاء من عباده دون أن يكون لإرادة العبد أولإسرته أي دخل في ذلك؟أم أنها مثل الكثير من النعم لا تأتي إلا بسعي وجد واجتهاد ومثابرة من الطالب أو الطالبة وبعمل دؤوب ودور فعال من الأسرة؟وهل بإمكان الأسرة أن تجعل أبنائها وبناتها يتفوقون في دراستهم حتى ولو كانوا يتمتعون بذكاء عادي أم أنه لا يمكن للطالب أوالطالبة التفوق في الدراسة إلا إذا كان يتمتع بذكاءكبير؟وماذا يجب على الأسرة القيام به تجاه أبنائها وبناتها لكي يتفوقوا في دراستهم؟ في البداية لا يمكننا أن نتجاهل أو نتناسى أن العامل الرئيسي في تفوق الأبناء والبنات هو الذكاء,ولكن مع ذلك لا يمكننا تجاهل العوامل الأخرى التي قد تكون عاملاً أساسياً في تفوق الكثير من الأبناء والبنات الذين يتمتعون بذكاء عادي ومنها أهتمام الطالب والطالبة والجد والمذاكرة والإجتهاد وإهتمام الأسرة وإهتمام المدرسة وتوافر المدرسين الأكفاء وغير ذلك من العوامل,وبما أن العامل الرئيسي في تفوق الأبناء والبنات هو الذكاء فأن ذلك يعني أن أنعدام الذكاء في الطالب والطالبة يجعل تفوقه أمراً مستحيلاً,مهما توافرت بقية العوامل,فالطالب أو الطالبة الذي يعاني من تخلف عقلي وكذاالطالب أو الطالبة الذي يكون نسبة الذكاء لديه ضئيلة جداً والذي ينعت بـ(الغبي أو الغبية)يكون تفوقهم في الدراسة أمراً مستحيلاً مهما حاولت الأسرة والمدرسة أن يقوما بواجباتهما من أجل أن يتفوقوا فأنه لايمكنهم التفوق,ومن هذا المنطلق نجد أن تفوق الأبناء والبنات في الدراسة له ثلاث صور تختلف بإختلاف نسبة الذكاء الذي يتمتع به الطالب أوالطالبة,فكلما أزدادت نسبة الذكاء لدى الطالب أو الطالبة قل مجهوده ونسبة مذاكرته وقل دور الأسرة في تفوقهم وكلما قلة نسبة الذكاء لدى الطالب والطالبة ازداد دورالأسرة ومسئوليتها ولزم على الطالب أوالطالبة من أجل أن يتفوق في دراسته مضاعفة الجد والإجتهاد والمذاكرة ولأوقات طويلة وهذه الصور هي: الصورة الأولى:تفوق فطري. فقد يتفوق بعض الأبناء والبنات بسبب ما يتمتعون به من ذكاء فطري حاد,فهم سريعين الحفظ والفهم نبهاء ذات عقلية ناضجة,فبمجرد أن يشرح المدرس في الفصل يفهمون الدرس بسرعة ولا ينسونه طيلة حياتهم,وهؤلاء في الحقيقة هم نسبة قليلة جداً في المجتمع,وإذا كان للأسرة أي دور في تفوقهم فأنه لن يكون سوى دوربسيط ليس دوراً أساسياً,وذلك من خلال قيام الأسرة ببعض الأمور التي سوف نبينها لاحقاً,لأن مثل هؤلاء يعتبرون نوابغ ومميزين ولهذا فأنهم لا يحتاجون لكي يتفوقوا سوى إلى القليل من الإجتهاد والمذاكرة,وبامكانهم التفوق على مجرد شرح المدرس في الفصل وقليل من المراجعة وكتابة الواجبات والمواظبة وإلى جزء بسيط من إهتمام الأسرة للمحافظة على تفوقهم وحمايتهم من الضياع والإنحلال فقط,فكم نجد على الواقع من طلاب وطالبات أخوة يكونوا متفوقين في دراستهم واحداً تلو الأخر,مع أن الأب والأم أميون لا يقرأون ولا يكتبون ولا يقومون بأي دور تجاه تفوق أبنائهم وبناتهم,وقد يكون هناك أخوة تتفاوت نسبة الذكاء لديهم فنجد بعضهم متفوقون في دراستهم والبعض الأخر غير متفوقين,مع أنهم يحضون بنفس الإهتمام والرعاية من أسرتهم وبنفس الإهتمام من مدرستهم.

  • بيداغوجيا الإدماج في سياق تطوير مناهج التعليم (تابع القراءة)

    من الانتقادات الأساسية التي نلاحظها على بيداغوجيا الإدماج ، هي عدم قدرتها على التخلص من بيداغوجيا الأهداف ومن المدرسة السلوكية عموما، ولبيان ذلك نقدم التوضيحات التالية : مدخل الكفايات يندرج أساسا في المدرسة المعرفيةcognitivisme في حين تتأثر بيداغوجيا الأهداف بالمدرسة السلوكيةbehaviorisme والفرق بين المدرستين واضح ومعروف . لكننا نلاحظ أن بيداغوجيا الإدماج عندما تريد اختيار وصياغة الكفايات ومختلف الخطوات التي تروم بناءها في شخصية المتعلم ،فإنها تلجأ للاستعانة ببيداغوجيا الأهداف بالمعنى السلوكي ولبيان ذلك نقدم الحقائق التالية : كما هو الأمر بالنسبة للأهداف ، فإننا نقوم بتحديد ماذا ننتظر من التلميذ في نهاية الحصة أو في نهاية برنامج او في نهاية العملية التعليمية برمتها ،مع انشغال أساسي يلاحقنا باستمرار هو كيف نصوغ أهدافنا بوضوح وكيف نعبر عنها بالوجه الصحيح. و يعمد روجييرس إلى الاستنجاد بجدول التخصيص (table de spécification ) في التقويم والذي يقترحه أصلا بنيامين بلوم Bloom .B وه

  • التربية البدنية في الابتدائي تحتضر في صمت (تابع القراءة)

    إن الحديث عن المنظومة التعليمية بالمغرب ورهانات إصلاحها يستدعي مساءلة واقعها الخاص بجميع الأسلاك، سيما السلك الابتدائي الذي يعتبر قاعدة الهرم التعليمي وبذرته التي تفرض على الفاعلين بذل الجهود لرفع التحديات، في زمن يشهد خطوات حثيثة تتوخى رفع وتيرة الإصلاح عبر فتح أوراش كبرى. ونظرا لطبيعة العينة المستهدفة من المدرسين في سلك التعليم الأساسي (تباين المستويات، من انعدام كلي للتكوين وفق البرامج الحديثة)، وكذا تضاؤل حظوظ مادة التربية البدنية في المدرسة الابتدائية المغربية الناجم عن عدول أغلب المعلمين عن تأمين حصصها وطرح إشكال طبيعة الأهداف المتوخاة منها، ووقعها على مدرسي التعليم الابتدائي الذين تختلف آراؤهم حول الكفايات الضرورية التي تمكنهم من بلورة أدوات عمل تساعدهم على تحقيق الأهداف المتوخاة في غياب تكوين رصين يبدد عنهم جحيم الأسئلة التي تعوق مسيرتهم المهنية، فإن الإصلاحات المنشودة تتعثر في غياب رؤية واضحة لمادة التربية البدنية التي أصبحت مادة ثانوية في غياب تحفيزات حقيقية للمدرسين الذين يستغنون عنها ويحرمون التلاميذ من حصصها. ولتبديد بعض الأسئلة المقلقة التي تهم واقع التربية البدنية بالسلك الابتدائي، حاورت الصباح مفتش التعليم الابتدائي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة تادلا أزيلال عز الدين أجدر الذي أكد أهمية مادة التربية البدنية في السلك الابتدائي داعيا إلى عدم الخلط بينها وبين الرياضة المدرسية.

  • أقوال المشاهير المربين عن التربية الحديثة (تابع القراءة)

    التربية في رأي أفلاطون: يرى أفلاطون (427-343)ق.م أن الغرض من التربية ينبغي أن يتجه إلى إعداد المواطن الصالح ، و المواطن الصالح في رأيه هو ذلك الشخص الذي اتزنت قدراته ، و ألم بفضائل الأخلاق و أصبح معتدلا و شجاعا و عادلا ، و هو يقسم المواطنين في جمهوريته إلى ثلاث فئات بحسب ما لدى كل منهم من استعدادات فهناك طبقة الصناع و طبقة المحاربين و طبقة الفلاسفة ، الأخيرون عليهم عبء توجيه الحكومة و من ثم وجب أن تكون تربيتهم هي أرقى أنواع التربية. التربية في رأي أرسطو:و يرى أرسطو أن المواطن الصالح المستنير هو الرجل الحر ، و لكي يصبح الإنسان حرا لابد من توفر أمرين : أحدهما سياسي و الآخر اقتصادي ، فمن الناحية السياسية يجب على الرجل أن يكون كفئا لحمل السلاح و التصويت و شغل الوظائف العامة ، و من الناحية الاقتصادية يجب على الرجل الحر ألا يقوم بالمهن الأخرى التي هي من خواص الرجل العامي فالتربية التي تناسب طبيعة الرجل الحر هي تلك التربية الحرة و الهدف المميز للتربية الحرة هو غرس العقل مادام الذكاء أو العقل هو المميز الذي يتميز به الإنسان عن الحيوان و نحن إذا منحنا الفرد تربية حرة فإنه لايظفر بأحسن إعداد للمواطن المستنير فقط ، ولكنه سوف يحقق أسمى هدف في الحياة و هو السعادة. التربية عند الرومان كولتليان (35-100م:هدف التربية عند الرومان كان هو أيضا إعداد المواطن المستنير ، وصفات المواطن المستنير هنا أنه ذلك الشخص الذي تمكن من أن يعتنق في شبابه فضائل الثبات و الشجاعة و احترام الآلهة و كبح جماح النفس و الوقار و العدل و الحكمة و كان الرومان يرون في التربية وسيلة لإعداد المواطنين القادرين على الإرادة الناجحة للشؤون المدنية ، و يلخص كولتليان (35-100م)نظرة الرومان إلى التربية فيقول: "إن هدفي من التربية هو إعداد الخطيب المفوه ، و أول ما يميز الرجل هو طيب عنصره ، ولذلك فنحن لانتطلب منه أن يكون موهوبا من ناحية الكلام فحسب و لكنه من الناحية الخلقية ، فالخطيب هو ذلك الشخص و الرجل الذي يمكنه أن يرشد الحكومة بما يقدم من نصائح ، ويمكنه أن يزودها بأساس ثابت من تشريعاته و يبعد عنها الشرور بأحكامه كقاض عادل و لن تتوفر هذه الصفات إلا في الخطيب"

  • كيف تكونُ معلماً محبوباً؟ (تابع القراءة) تفنّنَ علماءُ التربيةِ من القدامى والمحدثين في ابتكارِ وصفةٍ تحملُ المتعلّمين على الانتباه، وتحفّزُهم على الانطلاق، وتفتّحُ عقولهم، فلم يجدوا أنجعَ من وصفة المحبّة... يقولُ عالمُ الرياضياتِ الإنجليزيّ (برتراند راسل): "لن يصلَ أيُّ إنسانٍ إلى مرتبةِ المعلمِ الجيّد إلا إذا كانت لديه مشاعرُ الدفءِ والحبّ تجاهَ تلاميذه، وكانت لديه الرغبةُ الأصيلةُ لينقلَ لهم ما يؤمنُ هو نفسه بأنّه ذو قيمة . إذًا ما العواملُ التي تجعلُ المعلمَ محبوباً عند تلاميذه؟ أولاً : الابتسامة فالابتسامة خيرُ رسالة، وأنجعُ لقاء بين المعلم وطلابه، وهذا من هَدي المصطفى -صلى الله عليه وسلّم- فقد قال -صلى الله عليه وسلّم-: "وتبسّمكَ في وجه أخيك صدقة. فالابتسامةُ تجعل الطالبَ يُقبل على المدرسة والدّرس برغبة وشوق فضلاً عن كونها تبدّد المخاوف من نفسه... ثانياً: التشجيعُ على المواقف الحسنة والإجابات الصحيحة وإذكاءُ روحِ التنافس بين الطلاب وبذلك يوجّهُ اهتمامَهم إلى ما هو نافع، وذلك عن طريق المسابقات، وتكليفهم باستظهار الآيات من القرآن، والقصائد وعواصم الدول وغير ذلك. فالطلابُ طاقاتٌ كامنة تنتظرُ من يستثمرُها، وأذهانٌ هائمة تنتظرُ من يقودُها ويوجّهها. "من أسمى فنون المعلم أن يوقظَ روح الحماسة لدى الطلبة للتعبير عن أفكارهم وآرائهم بطرق إبداعية. لقد أثبتت التجاربُ الميدانية التربويّة أنّ التشجيعَ في كلّ الأحوال ناجعٌ، ويؤثر تأثيرًا إيجابيًا على الطالب شريطةَ أن يكونَ في وقته، وبقدرِ الحاجة إليه، والأهمّ أن يكون متنوعاً، ومتقطعاً حتى لا يسأم الطالب. "وكذلك ينبغي لكلّ معلم راشد أن يشيدَ بالمواقفِ الحسنة لتلاميذه، وينوّهَ بكلِّ من له موهبةٌ أو قدرة، وينمي فيه الطموح بالحق، والتفوق بالعدل، ولينبه الآخرين على فضلهم، فينافسوهم في الخير إن استطاعوا، أو يعترفوا لهم بالفضل إن عجزوا. وإن كلمة تقدير وتكريم من أستاذ له قدر في شأن أحد تلاميذه، قد تصنع منه- بتوفيق الله تعالى- نابغة من نوابغ العلم.
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
| ذ: خـالـد |